«أسوشيتد برس»: القصف الإسرائيلي المكثف على جنوب لبنان يعزز المخاوف من إقامة منطقة عازلة

«أسوشيتد برس»: القصف الإسرائيلي المكثف على جنوب لبنان يعزز المخاوف من إقامة منطقة عازلة
صورة من الأقمار الاصطناعية لحجم الدمار في جنوب لبنان

قالت وكالة “أسوشيتد برس” إن تدمير الجيش الإسرائيلي لعدد من القرى الحدودية في جنوب لبنان يثير المخاوف بشأن سعي إسرائيل لإنشاء منطقة عازلة خالية من السكان، في تكرار لاستراتيجية اتبعتها على حدودها مع غزة. 

وأفادت الوكالة اليوم الأحد، بأن صور الأقمار الصناعية أظهرت دماراً شاملاً في 11 قرية لبنانية، من بينها رامية وعيتا الشعب وبليدا، حيث تم تسوية المباني بالأرض في مشهد يوحي بإمكانية إقامة منطقة خالية من السكان.

وتبرر إسرائيل هجماتها بأنها تهدف إلى إضعاف جماعة "حزب الله" ومنعها من الوصول إلى الحدود. ومع ذلك تظهر الفيديوهات المنشورة عبر الإنترنت قيام القوات الإسرائيلية بزرع أعلامها على الأراضي اللبنانية، رغم أنها لم تقم بعد ببناء قواعد دائمة هناك.

تضرر كبير في القرى الحدودية

وكشفت صور الأقمار الصناعية، أن الضرر الأكبر تركز في القرى الأقرب للحدود، حيث تعرضت ما بين 100 و500 مبنى للتدمير أو الضرر في كل قرية، وفقاً لتقارير الخبراء، وقد تم تحويل أجزاء من هذه القرى إلى ركام بعد تفجيرات نفذها الجيش الإسرائيلي، بما في ذلك قرية رامية التي تعرضت لدمار واسع على قمة تلها المركزي، وقرية عيتا الشعب التي أصبحت قاحلة إثر القصف المكثف.

منطقة عازلة

تُعرف المنطقة العازلة بأنها مساحة بين المناطق المتنازعة للحد من التوتر، وتستخدم هذه المناطق عادةً لأغراض أمنية كمنع الهجمات، لكن تنفيذها يتطلب إخلاء السكان بشكل كبير، مما يؤدي إلى خلق مساحات غير مأهولة تشهدها المناطق الحدودية غالباً.

من جانبها، نفت إسرائيل عزمها إنشاء منطقة عازلة، مشيرة إلى أن القصف يهدف إلى تدمير أنفاق ومواقع "حزب الله" في القرى الحدودية، لكنه جاء "لأسباب أمنية ولضمان عودة الإسرائيليين إلى مناطقهم بأمان"، ومع ذلك، رأت الباحثة أورنا مزراحي من "معهد إسرائيل لدراسات الأمن القومي" أن استمرار الأوضاع قد يدفع إسرائيل إلى التفكير في إنشاء منطقة عازلة كحل أخير.

اليونيفيل في مرمى الهجمات

وبالتوازي مع تصعيد الهجمات، تعرضت قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "اليونيفيل" وكذلك الجيش اللبناني لعدة ضربات إسرائيلية، مما أثار انتقادات دولية. 

وأفادت "اليونيفيل" بتعرضها لنحو 30 هجوماً، رغم إعلان إسرائيل عدم استهدافها مباشرةً، ودعت إسرائيل مراراً إلى انسحاب "اليونيفيل" من المنطقة، لكن القوات الأممية رفضت المغادرة، محذرة من أن التصعيد قد يُخلّف دماراً واسعاً في الجنوب اللبناني.

قصف يومي متبادل

منذ اندلاع الحرب في غزة في السابع من أكتوبر 2023، يتبادل حزب الله وإسرائيل القصف بشكل يومي عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية.

ويستهدف حزب الله بشكل رئيسي مواقع عسكرية إسرائيلية، في هجمات يشنّها من جنوب لبنان يقول إنها "دعم" لغزة و"إسناد" لمقاومتها، وترد إسرائيل باستهداف ما تصفه بأنه "بنى عسكرية" تابعة للحزب، إضافة إلى تحركات مقاتليه.

وتتفاقم الأوضاع الإنسانية في لبنان بسبب القصف المتبادل بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، مع توغل إسرائيلي بري في الجنوب اللبناني.

ومنذ 23 سبتمبر، صعّدت إسرائيل من غاراتها الجوية على معاقل حزب الله في بيروت وجنوب لبنان وشرقه، تلتها عمليات توغل بري ووفقًا للأمم المتحدة، أدى هذا التصعيد إلى مقتل نحو 3 آلاف شخص وإجبار نحو مليوني شخص على ترك منازلهم.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية